قصيدة " عندليب .. أنشودة الحياة " -- للشاعر/ علاء الدين سعيد

قصيدة " عندليب .. أنشودة الحياة " -- للشاعر/ علاء الدين سعيد
***********************************************************

جَـنَّــاتُ عَـدنٍ أَرَى ؟ ، أَمْ يـا تُــرَى فِـــيــنـا
فى " عندليب َ" شَـدَت حُـسْـناً فَـتُـشـجِـينا ؟

أَرنــو اِلـيـهــا ، فَـأَحـيــــا العُــمْـــرَ أَجـمَـعَـهُ
فـى نَـظـــرَةٍ أَلــهَــبَــت فــيـــنـــا نَـواصِــيــنـا

أُســائِـلُ الـحُـسْــنَ فـى عـيـنـيـكِ مُـلْـهِـمَـتـى
لَـمَّـا أُسِــرتُ ، و مَـرْحَــى حـيـن تَـسْــبِـيْــنـا

ما لِـلــعَـنَـــادِلِ فـى عــيـنـيــكِ هـــائِـمَــةٌ
خَـفَّـــاقـةُ الـقـــلـبِ لـلآفـــاقِ تُـلْـقــــيــنــا ؟

نُـصــافِـحُ الأَنــجُــمَ الـحَــيـرَى ونُـرشَـــدُها
أَىَّ الـمَــداراتِ نَـحـــوَ الـعِـشـقِ تَـحــذُونــا

فـنـحــنُ فـى عِـشــقِــنـــا آَىٌ مُـنَــغـــمَـةٌ ،
مَـن ذا بِـتَـفـسِـيـرِهـا يَـومــاً يُـوافـيـنــا ؟

فالصُـبْحُ أَنتِ ، و أَنتِ الشَمـسُ اِذْ بَزَغَــت
و تَـنَـكَّـرَت فى اسـتِـدارَةِ وَجـهِـكِ الحِـيـنــا

تَـسـتَـلْـهِـمُ الحُسنَ مِن سَـمتٍ أَهـيـمُ بِــهِ ،
ما كُـنـتُ قَـبـلَ لِـقــاءِ هَــواهُ مَجــنــــونــا

نِـعــمَ الجُــنــونُ اِذا كــانَ الهُــيـــامُ بِــــهِ
عِـشـقـاً وَفِـيَّــاً لِـمَـن بِـالـحُــبِّ يُـحْـيــيـنـا

و أَنـتِ أَنـتِ الحـيـاةُ ، و أَنـتِ مُلْهِـمَـتِىْ
ما كـانَ شِـعـرِىْ اِذا ما كُـنـتِ تُـوْحِـيْــنـا
********************

ما لِـلْـعَـنــادِلِ ؟.. فى عَـيـنَـيكِ تَسْـبِينا ،
تَـشْـدُوْ وَ تَـعـلُـوْ وفى الأَحْـداقِ تُـبْـقِـيْـنـا

أَنَـحْـنُ لَـحْـنٌ لَهـا رَقَـصَـت بِـهِ طَـرَبَاً ؟،
أَمْ نَـحْـنُ أُغْـنِـيَـةٌ لِـلْـحُـبِّ تَـشـدُونـا ؟

اِذ أُبْـصِــرُ الـفَــرْحَ فــى عَـيـنَـيْــكِ لألأَةً
تَـخْـشَـى مِنَ الـبَـوْحِ خَـوفاً أَنْ يُجافِـيـنا

لَـكِـنَّ أَهْـلَ الـهَـوَى فى سِـرِّهِمْ .. عَـلَـنٌ ،
كَـمْ تَـفْـضَـحُ الـعَـينُ مـا أَخـفَـى مُحِـبُّـونــا

فَـإنَّـمـا الـبَـحـرُ فى عَـيـنـيـكِ يُـغـرِقُـنى ،
فـأَلْـمَـسُ الـدُّرَّ فى الأَعـمـاقِ مَـكْـنــونـــا

أَطـفُـوْ عَـلَى الـمَـوجِ يَـغـلِـبُنى و أَصْرَعُهُ
و أَنـشُـــدُ الـبَــرَّ بالأَحـضـــانِ يَـحـويــنــا

فَـأَنـتِ دِفءٌ لِـعُـمــرِىْ عِـشـتُـهُ شَـغَــفــاً
بِـكِ يـا حَـنِـيــنـاً تَـجـافَى عَـنـهُ ماضِـيـنــا

والـحُـبُّ فِـيـنــا فَـتِـىٌّ عُـمـرُهُ الأَبَـــــدُ ،
و قَـلـبُــهُ لِـلـمَــدَى يَـنـمُــوْ .. فَـيَـأْوِيـنــا

حَـتَّى امـتَزَجنا ، فَـصِرتِ الذاتَ أَعشَقُها
رُوحـاً و قَـلْـبـاً و نَـفـساً .. مُذْ تَلاَقِـيْـنـا

حَـتَّى لَقـالُـوا : أَنـانِىُّ .. فَـقُـلْـتُ لَـهُـمْ
أَدرَكْـتُـمُـونى اِذَنْ .. عِـشـقـاً و تَـكْـويـنـا
********************

اِنِّـىْ أَنـا أَنـتِ يـا ذاتــى و أَنـتِ أَنـــــا ،
مَـن ذا تَـوَهَّـمَ تَـمْـزيـقـاً يُـثَـنِّـيـنــا ؟

اِنَّـا .. مَحَـــونا مِنَ القـامُـوسِ مُفــرَدَةً
هِىَ لِلمُثَـنَّى ، وليسَت " نَحنُ " تَعـنـينا

و اِنْ نَـطـقـنـا بِـنَـحـنُ ، فـذاكَ تَعـظِـيـمٌ
لِمـا احـتـويـنـاهُ مِن حُــبٍّ و يَـحـــوِيـنـا

فَـاِنَّـنِىْ عِـشـقٌ .. مِـنِّىْ اِلَـيْــــكِ أَنـــا ،
عَـيـنـاىَ أَنـتِ و اِبْـصــارِىْ أَمانِــيـنـــا

تُـحَـلِّـقِـيْـنَ عَـلَى مَـتـنِ السَـحـابِ بِـهـا
فى رِقَّـةٍ .. أَفـرَدَتـنِـىْ فِـيـكِ مَـفـتُـونـا

تَـعـنـيـنَـنِىْ بِالهَوَى والعِشقِ مُخلِصَةً ،
أَهْـفـوْ اِلَـيْـكِ .. و بِالأَشـواقِ تَـلْـقِـيـنا

تَسـرِينَ نَهْـراً مِنَ الـوُجْـدانِ دَفـقَـتُـهُ
مِنَّـا اِلَـيْـنــا مَــدَاهُ .. بِـلا تَـنــائِـيـــنــا

يـا أَعــذّبّ الأَنـهــارِ لا عَـلَـيـــــكِ اِذَن
مـاضٍ ظُـلِـمْـنـا بِــهِ بُـعـداً و تَهْـوِيـنـا

فـاِنَّـما النَهـرُ .. اِنْ حَـبَسُـوا تَـدَفُّـقَهُ ،
فـاضَ الهَـوَى مِنهُ كَىْ تَـحيـا رَوَابِـيـنا

و اِنَّـنى البَحـرُ فِىْ أَحـضـانِىَ انطَــلِقِىْ
ولا تِعُــوْدِىْ اِلَى مـا كـانَ يُـضـنِـيــنـــا
********************

يـا "عـندلـيبُ " تَعــالَىْ فى أَمانـيـنــا
نُـحـيِى الـحـيــاةَ بِهـا حِـيـنـاً و تُحـيِـيْنَا

يـا عـندلـيبُ وأَنـتِ العِطـرُ فى الزَهَـرِ
و أَنـتِ أَعـــذَبُ لَـحـنٍ فى أَغـانـيــنــا

و اَنـتِ أَصـفَـى نَـهـارٍ شَـمـسَهُ كُـنـتِ
يـا عـندلـيبُ ، و قَـمَـرٌ سـاهِرٌ فِـيــنــا

و أَنـتِ رِقَّـةُ شِـعـرٍ حـالِـمِ الـصَـــوْتِ
يـا عـنـدلـيـبُ .. أَيـا أَرقَـى مَعـانِـيـنـا

و أَنـتِ مَـعـزُوفَــةُ الـقِـيـثَـارِ دَنـدَنَــةً
رقـيـقـةَ الـرُوحِ هـادِئَــةً تُـصـافِـيـنـا

أَراكِ فـيـها كَـوَجـه الـنِـيـلِ نـاعِـمَةً
صَـفِـيَّـةَ الـقـلـبِ مُـخـلِـصَةً فَـتُـثرينا

فَـغَـدا فُـؤادى نَـعـيـماً أَنـتِ جَـنـتُــهُ
يـا عـندلـيبُ ، وماذا عـنكِ يُغـنِيْنا ؟

هـل بى فُـؤادٌ بِلا نَـبـضٍ ولا أَمَلٍ ؟
أَبِلا الـربـيعِ يَـعُـمُّ السِحرُ وادِيـنا ؟

أَنـتِ الوُجُودُ و كُل الكَونِ فى عَينِى
يـا عـندليـبُ .. أَيـا أَغـلَى أَسامِـيـنا

يا بِنتَ عُمرِىْ ورُوحِىْ يا هَوَى قَلبِىْ
يا دِفْءَ أَحـضانِـنا مِن غَدرِ ماضِـيـنا

يـا أَنـتِ يا قُــُبْـلَـة ً فـى الـبَـردِ دافِـئَـةٌ
تُـهـدِى الـحـيـاةَ لِـحاضِـرِنـا و آتِـيـنـا

تَـجـرِينَ جَـوفِىْ دِمـاءاً فى شَرَايِيْنى
و أَنـتِ حَـولَ دَمِىْ دُمْـتِ الشَرايِـيْــنا

فَأَنـتِ أَنـتِ الحيــاةُ وأَنـتِ مُلْهِـمَــتِىْ
و أَنـتِ ذاتِىْ اِذَنْ .. عِـشقاً و تَكْـوِيْنا

**************************************************

» قصيدة " ضوء البردة " .. للشاعر / علاء الدين سعيد ( مِيمِيَّة ُ علاء الدين فى مدحِ سيّدِ المرسلين ) ..الأبيات الأولى
» قصيدة " ضوء البردة " .. للشاعر / علاء الدين سعيد ( مِيمِيَّة ُ علاء الدين فى مدحِ سيّدِ المرسلين ) الأبيات الأولى
» المقدمة الشعرية لديوان " انشودة الحياة "-- للشاعر/ علاء الدين سعيد
» قصيدة " السباق " .. للشاعر/ علاء الدين سعيد
» قصيدة " أبحث عنك " .. للشاعر / علاء الدين سعيد